القسم الترفيهي

هل تهنئة المسيحيين بأعيادهم حرام

هل تهنئة المسيحيين بأعيادهم حرام؟ يُعد سؤال هل تهنئة المسيحيين بأعيادهم حرام من أكثر الأسئلة الفقهية تداولًا بين المسلمين، خصوصًا مع اقتراب أعياد مثل عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية. ويحرص الكثيرون على معرفة الحكم الشرعي لتهنئة غير المسلمين وفق القرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال أهل العلم، مع الالتزام بالأخلاق الإسلامية وحسن التعامل مع الآخرين.

مفهوم التهنئة في الشريعة الإسلامية

التهنئة في اللغة تعني الدعاء بالخير والسرور، وهي من صور المجاملات الاجتماعية التي تهدف إلى توطيد العلاقات الإنسانية. وفي الشريعة الإسلامية، يُحث المسلم على حسن الخلق، والعدل، والبرّ في التعامل مع جميع الناس، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، ما دام ذلك لا يتعارض مع العقيدة الإسلامية.

حكم التعامل مع غير المسلمين في الإسلام

أقرّ الإسلام مبدأ التعايش، وأمر بالعدل والإحسان مع غير المسلمين، قال الله تعالى:

> «لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ»

وتُعد هذه الآية أصلًا مهمًا في التعامل الحسن مع غير المسلمين، وتشمل البرّ، والكلمة الطيبة، وحسن المعاملة في شؤون الحياة اليومية.

رأي العلماء القائلين بتحريم تهنئة المسيحيين

ذهب بعض العلماء إلى القول بأن تهنئة المسيحيين بأعيادهم الدينية محرّمة، وعللوا ذلك بأن هذه الأعياد مرتبطة بعقائد دينية تخالف التوحيد، وأن التهنئة قد تُفهم على أنها نوع من الإقرار أو الرضا بتلك العقائد.

واستدل أصحاب هذا الرأي بآثار عن السلف في اجتناب أعياد غير المسلمين، وبقوله تعالى:

> «وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ»

حيث فُسّر “الزور” عند بعض العلماء بأنه أعياد المشركين. ويرى هذا الاتجاه أن المسلم مطالب بالحفاظ على تميّزه العقدي وعدم المشاركة أو الإقرار بما يخالف دينه.

رأي العلماء القائلين بجواز التهنئة

في المقابل، يرى عدد من العلماء المعاصرين أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم جائزة إذا كانت خالية من أي مضمون ديني يخالف الإسلام، وكانت من باب المجاملة وحسن الخلق فقط، دون مشاركة في الشعائر أو الطقوس الدينية.

ويؤكد أصحاب هذا الرأي أن التهنئة لا تعني الإقرار بالعقيدة، وإنما هي من صور البرّ والكلمة الطيبة، خاصة في المجتمعات التي يعيش فيها المسلمون مع غير المسلمين في عمل أو دراسة أو جوار.

ويستدلون بأن النبي ﷺ تعامل مع غير المسلمين بالعدل والإحسان، وقبل هداياهم، وكان يحسن إليهم دون أن يقرّ معتقداتهم.

الفرق بين التهنئة والمشاركة في الأعياد

من الأمور التي يُجمع عليها كثير من العلماء وجود فرق واضح بين:

  • التهنئة اللفظية العامة
  • المشاركة في الشعائر الدينية

فالتهنئة بعبارات عامة مثل: أتمنى لك الخير أو كل عام وأنت بخير، تختلف عن حضور القداس أو المشاركة في الطقوس الدينية، وهو أمر لا يجوز للمسلم.

ضوابط التهنئة الشرعية

بحسب من قال بالجواز، هناك ضوابط يجب مراعاتها:

  • 1. عدم التلفظ بعبارات تحمل معاني دينية تخالف الإسلام
  • 2. عدم المشاركة في الطقوس أو الاحتفالات الدينية
  • 3. أن تكون التهنئة في إطار حسن الخلق فقط
  • 4. عدم تعظيم العيد أو إظهاره كعيد ديني للمسلم

متى تكون التهنئة محرّمة

تكون تهنئة المسيحيين محرّمة في الحالات التالية:

  • إذا تضمنت اعترافًا صريحًا بعقيدة دينية غير إسلامية
  • إذا كانت مصحوبة بمشاركة في شعائر دينية
  • إذا أدت إلى ذوبان الهوية الإسلامية أو التشبه الديني

كيف يتصرف المسلم في هذه المسألة

هذه المسألة من الخلاف الفقهي المعتبر، ولا يجوز الإنكار الشديد فيها. والأولى بالمسلم:

  • أن يعمل بما يطمئن إليه قلبه بعد سؤال أهل العلم
  • أن يحافظ على عقيدته دون تشدد أو إساءة
  • أن يتحلى بالحكمة والخلق الحسن في تعامله مع الجميع

هل تهنئة المسيحيين حرام، كم تهنئة المسيحيين، تهنئة النصارى في الإسلام، هل يجوز تهنئة غير المسلمين، حكم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد

زر الذهاب إلى الأعلى