القسم الترفيهي

من الأدعية التي تُقال عند هبوب الريح

من الأدعية التي تُقال عند هبوب الريح؟ عند تغيّر الأحوال الجوية وهبوب الرياح، يشعر بعض الناس بالقلق أو الخوف، خاصة إذا كانت الريح شديدة أو مصحوبة بالغبار أو الأمطار. وقد علّمنا الإسلام أسلوبًا صحيحًا للتعامل مع هذه الظواهر الطبيعية، يقوم على الإيمان والطمأنينة واللجوء إلى الله بالدعاء. ويتكرر السؤال: من الأدعية التي تُقال عند هبوب الريح؟

من الأدعية التي تُقال عند هبوب الريح
من الأدعية التي تُقال عند هبوب الريح

الإجابة الصحيحة هي الدعاء الوارد عن النبي ﷺ:
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ».

يحمل هذا الدعاء معاني عظيمة، فهو يجمع بين طلب الخير والاستعاذة من الشر. فالمسلم يسأل الله خير الريح، سواء كان خيرها في نزول المطر، أو تلطيف الجو، أو دفع الحر، أو غير ذلك من المنافع التي قد تحملها الرياح. وفي الوقت نفسه، يستعيذ بالله من شرّها وما قد ينتج عنها من أذى أو أضرار.

وقد شُرع الدعاء عند هبوب الريح لأن الريح من مخلوقات الله المسخّرة بأمره، فهي لا تتحرك بذاتها، بل بإرادة الله تعالى. وقد تكون الرياح رحمة كما قد تكون ابتلاءً، ولذلك كان من هدي النبي ﷺ عدم سبّ الريح أو لعنها، بل التوجّه إلى الله بالدعاء والابتهال.

ويقع بعض الناس في خطأ شائع عند اشتداد الرياح، وهو سبّها أو إظهار التسخّط منها، وهذا غير جائز شرعًا؛ لأن فيه اعتراضًا على قضاء الله وقدره. أما الدعاء، فهو سلوك إيماني صحيح يُظهر التوكل على الله والرضا بحكمه، ويُبعد المسلم عن الألفاظ غير اللائقة.

ومن فضل الالتزام بالأدعية النبوية، ومنها دعاء الريح، أنها تمنح القلب طمأنينة وسكينة، وتُشعر المسلم بالقرب من الله في كل حال. كما أن هذه الأدعية جامعة، مختصرة، وتحمل معاني عظيمة لا يمكن أن يجتمع مثلها في كلام البشر.

ويُستحب قول هذا الدعاء عند بداية هبوب الريح، أو عند اشتدادها، أو عند الخوف من آثارها، ولا يشترط وقت معيّن لذلك. كما لا حرج في تكراره كلما دعت الحاجة، فالدعاء باب مفتوح في كل زمان ومكان.

ومن المهم التفريق بين وصف الريح وسبّها؛ فقول المسلم: الريح قوية أو الجو عاصف هو وصف جائز، أما الشتم واللعن فمحرّم. ويبقى الدعاء هو الخيار الأفضل والأكمل للمسلم عند تغيّر الأحوال الجوية.

وفي الختام، فإن من الأدعية التي تُقال عند هبوب الريح الدعاء النبوي الشريف المذكور، وهو دعاء عظيم يجمع بين الخير والوقاية من الشر، ويعكس فهم المسلم لحقيقة الكون، وأن كل شيء يجري بتقدير الله وحكمته.

زر الذهاب إلى الأعلى