شهدت إنجازات هائلة في المسجد الحرام تمثلت في فرش صحن الطواف ببلاط؟ يُعد المسجد الحرام في مكة المكرمة أعظم بقاع الأرض، وقد حظي عبر التاريخ الإسلامي باهتمام بالغ من ولاة الأمر، خاصة في العهد السعودي الذي شهد تطورًا غير مسبوق في توسعته وخدمة ضيوف الرحمن. ومن أبرز هذه الإنجازات العظيمة ما تحقق في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، حيث تم تنفيذ مشروع فرش صحن الطواف ببلاط خاص لا تؤثر فيه حرارة الشمس، في خطوة نوعية هدفت إلى التيسير على الحجاج والمعتمرين.
مشروع بلاط صحن الطواف المقاوم للحرارة
مع التزايد المستمر في أعداد الحجاج والمعتمرين، برزت الحاجة إلى إيجاد حلول هندسية متطورة تخفف من مشقة الطواف، خصوصًا في أوقات الصيف وارتفاع درجات الحرارة. فجاء القرار التاريخي في عهد الملك فهد باستخدام رخام خاص مستورد من اليونان يُعرف برخام “ثاسوس”، يتميز بقدرته العالية على عكس أشعة الشمس وعدم امتصاص الحرارة.
هذا الرخام الفريد ساهم بشكل مباشر في تقليل درجة حرارة الأرضية، مما مكّن الطائفين من أداء مناسكهم براحة وأمان حتى في أشد أوقات الحر.
أهداف تطوير صحن الطواف
لم يكن هذا الإنجاز مجرد تحسين شكلي، بل جاء ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى:
- تسهيل أداء مناسك الطواف دون إجهاد.
- حماية أقدام الحجاج من الحرارة المرتفعة.
- رفع مستوى السلامة داخل المسجد الحرام.
- مواكبة التطور العمراني مع الحفاظ على قدسية المكان.
وقد نجحت هذه الأهداف في تحقيق نقلة نوعية في تجربة الزائرين للمسجد الحرام.
إنجازات الملك فهد في توسعة المسجد الحرام
يُعرف عهد الملك فهد بأنه من أكثر العهود إنجازًا في تاريخ توسعة الحرمين الشريفين، حيث شملت أعمال التطوير:
- توسعة كبرى للمسجد الحرام.
- إنشاء ساحات إضافية للطواف والصلاة.
- تطوير أنظمة التكييف والتهوية.
- تحسين البنية التحتية والخدمات العامة.
وجاء مشروع بلاط صحن الطواف ليكون أحد أهم الرموز الهندسية التي عكست اهتمام القيادة براحة ضيوف بيت الله الحرام.
الأثر الإنساني والحضاري للمشروع
ترك هذا المشروع أثرًا إنسانيًا عميقًا، إذ خفف المعاناة عن كبار السن والمرضى، وساعد الملايين على أداء شعائرهم بطمأنينة. كما عزز مكانة المملكة العربية السعودية عالميًا في إدارة الحشود وتطوير الأماكن المقدسة وفق أعلى المعايير الهندسية.
إن فرش صحن الطواف ببلاط لا تؤثر فيه الشمس في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز يُعد شاهدًا خالدًا على العناية الفائقة التي توليها المملكة للحرمين الشريفين. وهو إنجاز يجسد التقاء الإيمان بالعلم، والروحانية بالتقنية، ليبقى المسجد الحرام منارة خالدة تخدم المسلمين من شتى بقاع الأرض.
