أسس الخليفة عبدالملك بن مروان دار لسك العملة

أسس الخليفة عبدالملك بن مروان دار لسك العملة؟ يُعد الخليفة عبدالملك بن مروان من أبرز خلفاء الدولة الأموية الذين تركوا بصمة واضحة في التاريخ الإسلامي من خلال إنجازاتهم السياسية والإدارية والاقتصادية. ومن أهم إنجازاته التي تدل على حنكته واهتمامه ببناء دولة قوية ومستقلة، تأسيس دار لسك العملة الإسلامية. فقد كان هذا القرار خطوة استراتيجية مهمة في ترسيخ الهوية الاقتصادية والسيادية للدولة الإسلامية.
من هو الخليفة عبدالملك بن مروان

عبدالملك بن مروان هو خامس خلفاء بني أمية، تولى الخلافة عام 65 هـ بعد فترة من الاضطرابات السياسية التي شهدها العالم الإسلامي. تميز عهده بالاستقرار النسبي، والإصلاح الإداري والمالي، إضافة إلى تطوير مؤسسات الدولة بما يضمن استقلالها الاقتصادي والسياسي عن القوى الأجنبية في ذلك الوقت.
خلفية إنشاء دار سك العملة
قبل عهد عبدالملك بن مروان، كانت الدولة الإسلامية تعتمد على النقود البيزنطية والفارسية في تعاملاتها التجارية. وكان ذلك يشكل تحديًا خطيرًا لاستقلال الدولة؛ إذ كانت النقود الأجنبية تحمل رموزًا دينية وصورًا لا تتفق مع العقيدة الإسلامية. ومع توسع الدولة الإسلامية وتزايد نشاطها التجاري، أصبح من الضروري إنشاء نظام نقدي مستقل يعكس هوية الدولة ويعزز ثقة الناس بعملتها.
لذلك، اتخذ الخليفة عبدالملك بن مروان قرارًا تاريخيًا بتأسيس دار لسك العملة الإسلامية، لتكون أول مؤسسة رسمية في العالم الإسلامي تتولى مهمة سك النقود الخاصة بالدولة دون الاعتماد على العملات الأجنبية.
أهمية دار سك العملة في عهد عبدالملك بن مروان
كان إنشاء دار سك العملة خطوة محورية في بناء الاقتصاد الإسلامي، حيث تم إصدار الدينار الإسلامي الذهبي والدرهم الفضي اللذين حملا كتابات عربية خالية من الصور، تضمنت آيات قرآنية وشعارات إسلامية مثل “لا إله إلا الله محمد رسول الله”.
هذا التغيير الجذري جعل العملة الإسلامية رمزًا للسيادة والهوية المستقلة، كما ساعد في توحيد المعاملات التجارية بين الأقاليم المختلفة داخل الدولة الإسلامية.
أثر الإصلاح النقدي في العالم الإسلامي
أدى هذا القرار إلى ازدهار الاقتصاد واستقرار الأسواق، كما أسهم في تقوية مكانة الدولة الإسلامية بين الدول الأخرى. وقد أصبحت العملة الإسلامية خلال العصور اللاحقة من أهم العملات في العالم، يتم تداولها في المراكز التجارية الكبرى في آسيا وإفريقيا وأوروبا.
كما ساعد الإصلاح النقدي على تسهيل الجباية المالية والزكاة والتجارة الدولية، مما عزز من مكانة الدولة الأموية كقوة اقتصادية رائدة.
نهاية مقال
من خلال ما سبق، يتضح أن الإجابة الصحيحة على السؤال:
أسس الخليفة عبدالملك بن مروان دار لسك العملة؟
هي صواب، لأن هذا القرار كان من أبرز إنجازاته التي ساعدت في بناء اقتصاد إسلامي قوي ومستقل عن العملات الأجنبية.
لقد أثبت عبدالملك بن مروان برؤيته الثاقبة أن الاستقلال الاقتصادي هو أساس استقرار الدولة وازدهارها.