متى فرضت الصلوات الخمس وكيف فُرضت
يُعد سؤال متى فرضت الصلوات الخمس وكيف فُرضت؟ من أكثر الأسئلة شيوعًا بين المسلمين والباحثين في السيرة النبوية، لما للصلاة من مكانة عظيمة في الإسلام، فهي الركن الثاني من أركانه، وأول ما يُحاسَب عليه العبد يوم القيامة. وقد شُرعت الصلاة بطريقة فريدة تميزت عن سائر العبادات، مما يدل على عظيم شأنها وأثرها في حياة المسلم.
متى فُرضت الصلوات الخمس؟
فُرضت الصلوات الخمس في السنة العاشرة من البعثة النبوية، وذلك قبل هجرة النبي ﷺ من مكة إلى المدينة، أثناء رحلة الإسراء والمعراج.
وتُعد هذه الحادثة من أعظم معجزات النبي محمد ﷺ، حيث أُسري به ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماوات العلا.
كيف فُرضت الصلوات الخمس
فُرضت الصلاة بطريقة مباشرة وفريدة، دون واسطة من جبريل عليه السلام، وذلك في السماء السابعة.
في بداية الأمر، فرض الله سبحانه وتعالى خمسين صلاة في اليوم والليلة على الأمة الإسلامية. وعندما نزل النبي ﷺ، مرّ بالنبي موسى عليه السلام، فأشار عليه أن يطلب التخفيف عن أمته، لما يعلم من ضعف البشر.
فعاد النبي ﷺ إلى ربه عدة مرات، وفي كل مرة يُخفف الله عنه عددًا من الصلوات، حتى أصبحت خمس صلوات فقط، بأجر خمسين صلاة، رحمةً من الله بعباده.
لماذا فُرضت الصلاة في السماء؟
تميّز فرض الصلاة في السماء عن بقية العبادات التي فُرضت في الأرض، وذلك لعدة حكم عظيمة، منها:
التأكيد على مكانة الصلاة وأهميتها
بيان الصلة المباشرة بين العبد وربه
تكريم النبي ﷺ بهذه الفريضة العظيمة
إظهار رحمة الله بالأمة الإسلامية
ولهذا تُعد الصلاة عبادة تجمع بين الروح والجسد، وتُجدد الإيمان في قلب المسلم يوميًا.
عدد الصلوات الخمس وأوقاتها
الصلوات المفروضة هي:
صلاة الفجر
صلاة الظهر
صلاة العصر
صلاة المغرب
صلاة العشاء
وقد حدد الله سبحانه وتعالى لكل صلاة وقتًا معلومًا، لا تصح الصلاة إلا به، مما يُنظم حياة المسلم اليومية ويربطه بذكر الله في كل أوقاته.
مكانة الصلاة في الإسلام
للصلاة مكانة عظيمة في الإسلام، ويتضح ذلك من خلال:
كونها أول عبادة فُرضت بعد التوحيد
كونها آخر ما أوصى به النبي ﷺ قبل وفاته
ارتباط قبول الأعمال بصحة الصلاة
كونها الفارق بين المسلم والكافر
ولهذا شدد الإسلام على المحافظة على الصلاة وأدائها في وقتها بخشوع وإخلاص.
هل كانت الصلاة مفروضة قبل الإسراء والمعراج
ذهب العلماء إلى أن الصلاة كانت موجودة قبل فرض الصلوات الخمس، ولكن بصورة غير محددة العدد والهيئة، أما الصلوات الخمس المعروفة بأوقاتها وعدد ركعاتها فقد فُرضت في ليلة الإسراء والمعراج.
الدروس المستفادة من فرض الصلاة
من أبرز الدروس والعِبر:
رحمة الله بعباده وتخفيفه عنهم
أهمية الرجوع إلى الله بالدعاء
عِظم شأن الصلاة في حياة المسلم
أن القرب من الله يكون بالطاعة والعبادة
فإن معرفة متى فرضت الصلوات الخمس وكيف فُرضت تزيد المسلم إيمانًا وتعظيمًا لهذه العبادة العظيمة. فقد فُرضت الصلاة في السماء، وخُففت رحمةً بالأمة، لتكون صلة دائمة بين العبد وربه، ونورًا يهديه في دنياه، وسببًا لنجاته في آخرته.
